كان فيما مضى شاب ثري ثراء عظيما وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت ,وكان يُغدق بالعطايا والهدايا على أصدقائه , وهم بدورهم كانوا يجلونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له. ودارت الأيام دورتها ومات والده , وبعد فترة وجيزة افتقرت العائلة افتقارا شديدا فانقلبت أيام الشاب من رخاء الى بؤس وعناء. وبعد أن نفذ كلما معه , بدأ في البحث عن أصدقاء الماضي , لكنهم تنكروا له ولم يُعيروه أي اهتمام , ثم علِمَ بعد السؤال أن أعز صديق لديه أيام الغنى كان يكرمه ويُغدق عليه بالعطايا والهدايا وأكثرهم مودة وقربا منه , أن هذا الصديق أصبح ثريا ثراء لا يوصف , بل أصبح من أصحاب القصور والأملاك والضياع والأموال فتوجه اليه عسى أن يجد عنده عملا أو سبيلا لإصلاح الحال , فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والعمال , فذكر لهم صلته بصاحب به وما كان بينهما من مودة قديمة فذهب الخدم فأخبروا صديقه بذلك فنظر اليه ذلك الرجل من خلف الستار ,فرأى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فعرفه ,لكنه لم يرضَ بلقائه ,وقال للخدم أن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد ... فخرج الشاب والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة والمودة كي