أخذ حكمة العجوز فأصبح غنيا

وقع الرجل العجوز على فراش الموت، وكان رجلاً ثرياً، صالحاً، يحب كل الناس ويساعدهم. استدعى أولاده الثلاثة خالد، محمد، احمد، ليكتب وصيته، ولكنه اراد ان يوزع ثروته حسب درجة ذكائهم وادراكهم وحسب العطاء الذي يقدم اولاده للمجتمع، وليس بنسب متساوية.

أعطى ديناراً واحداً لكل واحد من أولاده الثلاثة، وسألهم لكي يشترى كل واحد منهم شيئاً ما، يملأ الغرفة التي يرقد فيها كلها ومن جميع زواياها.

عاد الاولاد الثلاثة في اليوم التالي وجلبوا معهم مشترياتهم لاتمام مطلب الوالد العجوز.

سأل العجوز ولده الكبير خالد ماذا اشتريت؟ فتح خالد كيسه وكان قد اشترى وسادة قطن ومزق الوسادة، ونفخ بالقطن نفخاً قوياً فتعالى القطن لخفة وزنه في جميع ارجاء الغرفة، ولكن لم تمر الا دقائق معدودة حتى سقط القطن على الارض.

ضجر العجوز مما شاهد ومن غباء ابنه الكبير خالد

سأل العجوز ابنه الثاني محمد وأنت ماذا جلبت معك؟ فتح محمد كيسه وكان هو الآخر قد اشترى وسادة مملوءة بريش الطيور، وكأخيه الكبير مزق الوسادة ونثر الريش ونفخه فتصاعد الريش في الهواء وملأ الغرفة كلها من جميع زواياها، ولم تلبث الا برهة قصيرة حتى بدأ الريش يتساقط على الارض. مرة اخرى خاب ضن العجوز.

وأخيراً سأل العجوز ابنه الصغير أحمد وماذا عنك؟ فقال له ابنه: والدي، احتفظت بنصف الدينار للاسفادة منه في وقت الضيق، واعطيت ثلاثة دراهم للمعوزين، وثلاثة دراهم للمرضى، وثلاثة دراهم للمقاتلين الذين يدافعون عن كرامتنا وعزتنا، والدرهم الباقي اشتريت هذه الشمعة لتلبية مطلبك.

اشعل احمد الشمعة، فأمتلأت الغرفة نوراً ورائحتاً زكية.

فرح العجوز وقال لابنه أحمد، الان سأموت مطمئنأً، لانك ستواصل الدرب المنير الذي كنت اسلكه طيلة حياتي، وثروتي ستكون في مأمن من البذخ، والتصرف برعونة.