أرجوك لاتقتلي ..قصة حقيقية.. ج 1

منذ ان قبلت صداقته على الفيس بوك وهي تلاحظ ان شيء ما بداخلها تغير ،

لم تعد تلك الفتاة التي تقضي وقتها على الانترنت لمجرد مللها او لتعبئة فراغ واسع في يومها ،

أصبحت تنتظر عقارب الساعة ان يتقابلو عند منتصف الليل

لتكلمه لترى حروفة لتشعر بالأمان الذي حرمت منه طوال سنتين من الحروب الدائرة في وطنها 

أصبحت حروفه تنير البيت المبني على عجل ليضم بين جدرانه عائلة جديدة نزحت وهجرت من وطنها .

أصبح يومها مليئ بالفرح و نفسيتها التي تدمر عند مقبل أخاها على يد بضعة مسلحين أطلقو عليه النار لأنه لم يترجل من السيارة سرقوا سيارته وتركوه جثة هامدة على طرف الطريق تغيرت واصبحت حروفه عبارة عن ممحاة للماضي الذي دمرها .

مضت قرابة الستة شهور وكل يوم يزداد حبه بقلبها رغم المسافات التي تبعدهم لم يراها كونها من عائلة تحفظ الأصول ولم ترسل له صورتها التي غلب عليها تعب السنين .

اخرجت قليلا من الطحين الذي يأتيهم بسلات غذائية توزعها الأمم المتحدة على اللاجئين والمشردين 

قام باعداد قالب صغير من الحلوة واشترت بباقي مدخراتها شمعتين لتحتفل بعيد ميلادها الثامن والعشرين اعدتهن وانتظرت منتصف الليل،

ارادت ان تجعله عيدا مميزا تقضيه مع حبيبها حتى ولو كان من وراء الشاشات 

مر الوقت والساعة تقارب الثالثة لم يكلمها لم يكتب لها لم يحادثها بدأت الأفكار والوساوس تأخذها يمينا وشمالا ماذا جرى يا الهي أين هو،

لقد نشبت معركة شرسة وكان هو الذي يغطيها إعلاميا لم تتسنى له فرصة الجلوس على الانترنت ومحادثتها كان القتال شرسا والجثث تملئ المكان لم تخطر بباله لم يخطر بباله شيئ سوى البقاء على قيد الحياة 

بعد أن ادت صلاة الفجر همت بالدعاء له لم تسعفها الكلمات 

لم يسعفها سوى دموعها التي بدأ تنزل بخجل على وجتنيها اشرقت الشمس وذابت الشموع مع قلبها 

لم يتكلم لم يظهر لم يتحدث ماالذي  دهاه أين هو،

انتهت معركة رسة دارت بينه وبين خصومه عاد الى منزله شبه المدمر بعد ان دفن أربعة من أصدقائه 

عاد مكسور الخاطر والجناح لم يكلم أحد لم يفعل شيئا سوى البكاء والبكاء والبكاء 

خسارة أصدقائه أنسته حبيبته وأنستهى كل شيئ كانوا رفاق العمر عرفهم منذ نعومه أظفاره عاش معهن مايزيد عن عشرين سنة وفي لحظة فقدهم جميعا لم يعرف ماذا يفعل أيفرح لأنه نجا من المعركة أو يبكي على فراق أحبابه أجابته دموعه التي تكاد ان لاتقف ،بعد يومين من المعركة قرر أن يكلمها 

ويشتكي لها ماحل له 

ولكن .......